المصدر: Getty
مقال

المغرب: آفاق جديدة لتنمية الطاقة النظيفة

يحكي الوثائقي، الذي تنتجه (صدى)، المغرب: الطاقة النظيفة تتجدد، قصة سعي المغرب إلى إنتاج طاقة نظيفة متجددة، ويتناول جهود المبتكرين لاستخدامات الطاقة الشمسية للانتقال بشكل أسرع إلى الاقتصاد الأخضر.

 أنس مزور
نشرت في ٢٠ يونيو ٢٠٢٣

تجري الرياح بما تشتهيه سفن الاستثمارات المناخية بالمغرب ليتحول البلد، في غضون السنوات المقبلة، إلى مركز صناعي أخضر بعد عقود هيمنت خلالها الطاقات الأحفورية، في إطار تبعية طاقية ظلت تتجاوز نسبة 90 في المئة حتى نهاية العام 2022. حاليا، تراهن المملكة المغربية على تعزيز سيادتها الطاقية، وتقليص كلفة الطاقة، والتموقع في الاقتصاد الخالي من الكربون في العقود القادمة.

يعتبر عبد الرحيم كسيري، المنسق الوطني للائتلاف المغربي من أجل المناخ والتنمية المستدامة أن المغرب قام بمجهود كبير في مجال الطاقات المتجددة بالمقارنة مع الدول النامية. فقد بادر بوضع استراتيجية الانتقال الطاقي في عام 2009. ويشرح الكسيري في الوثائقي أن هذه الاستراتيجية التي تم وضعها مكنت البلاد من استغلال الإمكانيات الفريدة عبر العالم، فالمغرب لديه 5000 ساعة سنويا من الطاقة الريحية. ولديه القدرة في الطاقة الشمسية تبلغ 2500 ساعة.

كما يتوفر المغـرب علـى مـوارد اسـتثنائية مـن الطاقـة الريحيـة والشمسـية علـى اليابسـة تقـدر ب 500 تيـراواط، موزعـة بيـن الطاقـة الريحيـة (350 تيـراواط سـاعة) مـع معـدل حـد أدنـى للتخزيـن يبلـغ 5000 سـاعة سـنويا، والطاقـة الشمسـية الكهروضوئيـة (150 تيـراواط سـاعة) بمعـدل حـد الأدنـى للتخزيـن يبلـغ 2500/سـاعة.

يرى خبراء المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أنه لا يمكـن إنجـاح الانتقـال الطاقـي، بمختلـف مكوناتـه، إلا إذا كان مصحوبـا باندمـاج صناعـي حقيقـي. وبصفــة عامــة، فعنــد تطويــر وتنفيــذ المشــاريع الصناعيــة، يتعيــن ضمــان التملــك التكنولوجــي وإبــراز الخبــرة والمحتويــات المحليــة. لتحقيق هذا الهدف، تسعى العديد من فرق البحث العلمي بالجامعات المغربية إلى ابتكار طرق جديدة لإنتاج كهرباء مستدامة منخفضة التكلفة.

فريق البحث العلمي، الذي يشرف عليه عبد القادر أوتزوغيت الأستاذ بجامعة القاضي عياض بمراكش، أحد الفرق التي تعمل على تطوير مشاريع ابتكارات وأبحاث تندرج في إطار صناعات الطاقة والتكنولوجيا الخضراء. مكنت الأبحاث الأولية الفريق العلمي المغربي من تصنيع خلايا شمسية من مواد طبيعية محلية منخفضة التكلفة، لكنها تحتاج الى مزيد من التطوير للرفع من مردوديتها في إنتاج الكهرباء لتصبح قابلة للتسويق.

تمكن إدريس آيت الحاج، من تصنيع خلايا شمسية عبارة عن مواد تمتص أشعة الشمس وتحولها إلى طاقة كهربائية. وقام بمبادرات مولها بنفسه، وشرع في تصميم ابتكارات لاستخدام واسع للطاقة الشمسية في الحياة اليومية للمواطنين والمهنيين في مختلف القطاعات. ومن أبرز الابتكارات التي أنجزها آيت الحاج عربة النظافة التي ابتكرها ومنحته شهرة كبيرة.

معلقا على هذا الإنجاز، يقول عبد الرحيم كسيري، وهو عضو بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، إن الذكاءات المتعددة يجب أن تتم تعبئتها جميعا. ويشرح أنه لا يكفي فقط أن ننتج الطاقة ونمد منازلنا بها مباشرة أو بالشبكة الوطنية للكهرباء. فأكثر من هذا، هناك الطاقة التي تستعمل مباشرة بالجهاز أو بالآلة.

يعد المغرب حاليا أحد أكثر بلدان العالم التي تعاني من شح المياه، إذ يقترب بسرعة من الحد المطلق لندرة المياه البالغ 500 متر مكعب من المياه للشخص الواحد سنوياً. وتعد موجات الجفاف الأكثر تواتراً وشدة مصدراً رئيساً لتقلبات الاقتصاد الكلي، فانخفاض غلة المحاصيل بسبب تغير المناخ يؤدي إلى انخفاض إجمالي الناتج المحلي بنسبة 6.5 في المئة.

 يزخـر مجـال الطاقـة الريحيـة المسـتمدة مـن المحطـات المقامـة فـوق سـطح البحـر بنفـس الإمكانـات إن لـم يكـن أكثـر، واستثمار هذه الإمكانات، سيضع المغرب فــي مصــاف كبريــات الــدول المنتجــة للطاقــة النظيفة.

أنس مزور، هو صحفي ومنتج أفلام وثائقية. وهو منتج وثائقي(صدى) المغرب: الطاقة النظافة تتجدد. لمتابعته على تويتر @anasmezzour .

  

لا تتّخذ مؤسسة كارنيغي مواقف مؤسّسية بشأن قضايا السياسة العامة؛ تعبّر وجهات النظر المذكورة في هذه الدراسة عن آراء كاتبها ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر المؤسسة، أو فريق عملها، أو مجلس الأمناء فيها.