في ظل إدارة الرئيس بايدن، هل تتوقعين دورا أمريكيا لإنهاء الحرب في اليمن؟
لا أريد أن أبالغ في توقعاتي، ولكن هناك مؤشرات على أن الإدارة الأمريكية ستكون مختلفة عما كانت عليه في عهد ترامب. بصفة شخصية، لديّ تفاؤل بأن إدارة بايدن سيكون لديها استعداد لعمل سياسي ودبلوماسي يضع حداً لمعاناة اليمنيين من الحرب ويساعدهم عل إيجاد حل ينهيها، ويعيد الدولة لاستكمال عملية الانتقال السياسي والتفرغ لإنهاء آثار الحرب. من المعلوم، أن إدارة ترامب قايضت ملف الحرب في اليمن بصفقاتها مع السعودية والإمارات. أعتقد أنه بإمكان الإدارة الجديدة أيضا أن تقوم بتفعيل دور الأمم المتحدة للدفع بحل جدي وحقيقي ينهي الحرب. وأرى أن حشد ضغط دولي بقيادة الولايات المتحدة على أمراء الحرب وقادتها في التحالف السعودي الإماراتي وميليشيات الانقلاب الحوثي في صنعاء، هو واحد من أهم مفاتيح إنهاء الحرب في اليمن.
الجميع بات يعلم بأن هناك أطماع سعودية إماراتية في اليمن. استمرار الحرب وبقاء الانقلاب الحوثي في صنعاء يخدم أجندة التحالف، فالانقلاب الحوثي مستمر برعاية سعودية غير مباشرة من خلال تدميرها لليمن وحصارها والوصاية عليه، وهذا بحد ذاته يضاعف قوة الحوثي، فضلا عن الدعم الإيراني المعلن والخفي. في سياق السياسات السعودية والإماراتية المدمرة، رعى التحالف انقلابا آخر في عدن، والعديد من المحافظات التي يقال إنها محررة من سيطرة الحوثي، وتم تسليم تلك المناطق لميليشيات تتبع دول التحالف وتناصب الشرعية العداء.
لقد منع التحالف الرئيس والحكومة الشرعية من ممارسة مهامها من داخل اليمن، وظهرت أطماعه في جزيرة سقطرى، ومنشأة بلحاف الغازية والمنشآت النفطية، وأقام ميليشيا جديدة في الساحل الغربي والمخا. هذه الصورة القاتمة لدور التحالف تجعل ممارسة الضغوط عليه مدخلا رئيسا لإنهاء الحرب في اليمن وتمكين اليمنيين من استعادة دولتهم.
يمكنني القول إن استعادة الدولة اليمنية والعملية السياسية اليمنية تمر فقط عبر ضغوط كافية تجبر السعودية والإمارات على الانسحاب من اليمن ورفع الحصار عنها وإيقاف كافة اشكال الوصاية والهيمنة عليها. تستطيع الولايات المتحدة أن تلعب دورا بارزا في كل ذلك. أعتقد أنه في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة هناك فرصة حقيقية وأمل كبير للعب هذا الدور، لكن الدور الامريكي ليس كافيا، إذا لم نسعَ جميعا للتعاطي مع هذا التغيير في الإدارة الامريكية بإيجابية. السعودية وإيران تديران حرب اليمن بما يخدم مصالحهما، التي ليس من بينها وضع حد لمعاناة اليمنيين وعودة دولتهم. ونحتاج لمساندة حقيقية من المجتمع الدولي لوقف هذه المعاناة. الحل كما قلت هو وقف الحرب وعودة الدولة اليمنية الشرعية لاستكمال عملية نقل السلطة وفق المرجعيات الثلاث: قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة باليمن، واتفاقية نقل السلطة " المبادرة الخليجية"، ومخرجات الحوار الوطني.
بعد توقف الحرب، وفي المرحلة الانتقالية لليمن، كيف تتصورين بدايتها من منطلق مبادئ وطموحات ثورة 2011؟
كانت اتفاقية نقل السلطة ممثلة في "المبادرة الخليجية"، ومخرجات الحوار الوطني، نتيجة للثورة الشعبية في 2011. وأصبحتا مرجعيتين أساسيتين لاستعادة الدولة الشرعية في اليمن، إضافة لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، التي أكدت على إنهاء الانقلاب واحترام أمن اليمن واستقراره ووحدته.
وبعد هذه الحرب الفاشية ضد شعبنا فإن استكمال عملية نقل السلطة والاستفتاء على الدستور الجديد وإجراء الانتخابات هو خارطة الطريق المتفق عليها.
لقد تجمعت قوى الماضي المعادية للديمقراطية والجمهورية والوحدة والثورة وشنت حربها ضد اليمن بأجمعه. قوى الثورة المضادة في الداخل وبجانبها السعودية والإمارات وإيران، استهدفت الثورة الشعبية والجمهورية والوحدة اليمنية. باعتقادي إن السعودية وإيران معاديتان لليمن، من موقعين مختلفين، ولكنهما تلتقيان في تحقيق نفوذهما فوق خارطة ممزقة تسيطر عليها الميليشيات، وشعب محاصر تعرض للتجويع والتمزيق والتشريد والحرب الشاملة.
لقد استهدفت هذه الحرب تمزيق اليمن وإعادة الإمامة والاستعمار " الانقلاب الحوثي والوصاية السعودية ". لقد رفض شعبنا ذلك. وإنهاء الحرب يعني بالنسبة لنا عودة اليمن والدولة اليمنية الاتحادية الموحدة. ما رفضنا قبوله بالحرب لن نقبله بسلام زائف يضفي الشرعية على الوصاية السعودية الإماراتية والانقلاب الحوثي ويمزق بلدنا ووطننا. ذلك - لو حدث -لن يكون سلاما وانما استمرارا للحرب.
كيف ترين، مستقبلا، أدوار الأحزاب السياسية المتقاتلة الآن، كيف ستنتقل هذه الأحزاب من التمزق إلى الوحدة؟
أولا الأحزاب ليست أطراف الحرب. لقد قامت الحرب لأن الانقلاب الحوثي أسقط الدولة والأحزاب وسيطر على الدولة والعاصمة والمحافظات. وكانت الحرب السعودية الإماراتية على اليمن هي الضلع الآخر لأمراء الحرب وقادتها. اليوم لدينا ميليشيات الحوثي في صنعاء وميليشيات الانتقالي المدعومة من التحالف في عدن. سيكون على هاتين القوتين أن تقبلا بوضع سلاحهما والقبول بعودة الدولة الشرعية، والذهاب مع بقية القوى والأحزاب الى حوار وطني شامل لوضع خريطة للعودة الى السياسة والحوار وإنهاء العنف والاقتتال.
لقد فشلت الحرب. لم تقدم هذه الميليشيات للناس إلا الموت والجوع والتشريد والعمالة للخارج في خدمة إيران والسعودية والإمارات، وأفقدتهم أمنهم، وحولت مدنهم إلى معازل وسجون للإذلال والقمع والنهب. لقد حان الوقت لوضع السلاح جانبا، والاحتكام لمصلحة اليمن والشعب اليمني، ورفض الوصايات الخارجية للرياض وطهران على الشأن اليمني.
هناك حراك جنوبي انفصالي، كيف ترين مستقبل اليمن الجنوبي وهل أنت مع فكرة استقلاله؟
دعيني أصحح لكِ أولا المسميات التي ذكرتها. هناك ميليشيات تسمى "المجلس الانتقالي" أنشأتها ودعمتها وسلحتها الإمارات بمساندة، أو على الاقل بتسهيلات من قبل السعودية. هذه الميليشيات ليست الحراك الذي كان ينشط في فترة ما قبل الثورة الشعبية عام 2011، ولم يعد له وجود بوصفه فاعلا في المحافظات الجنوبية اليوم. هذه الميليشيات مرفوضة في أغلب المدن والمحافظات الجنوبية. لا قبول لها في محافظات حضرموت وشبوة وأبين والمهرة وسقطرى. وفي محافظات عدن ولحج والضالع هناك رفض شعبي لها بعد أن فقدت الشعارات بريقها، واختبر الناس سلوكها ومصداقيتها خلال سنوات سيطرتها على هذه المحافظات الثلاث. فجرت هذه الميليشيات صراعا جديدا مع قوات الشرعية في شبوة وأبين الجنوبيتين يستعيد ذكريات أليمة للانقسام الجنوبي وحرب 13 يناير/ كانون الثاني عام 1986. وقد تطلب الأمر تدخل مئات المدرعات الإماراتية والطيران الإماراتي لقصف قوات الجيش اليمني الذي يتشكل قوامه من مقاتلين أغلبيتهم جنوبيون على مشارف عدن وقمع الانتفاضة الشعبية داخلها، من أجل استمرار سيطرة ميليشيا الانتقالي.
الأغلبية في المحافظات الجنوبية هي مع الوحدة اليمنية التي لا تقوم على الغلبة والقهر، مثلما حدث من قبل نظام صالح. أغلبية الجنوبيين مع دولة يمنية تحفظ الأمن والاستقرار وتصون حقوقهم وتحفظ كرامتهم وتلبي طموحاتهم وآمالهم في المساواة والعدالة وفرص العمل وتقديم الخدمات وإنعاش الاقتصاد، وليسوا مع الوصاية السعودية الإماراتية، التي تستخدم ميليشيات الانتقالي ضدهم وضد الشرعية.
كيف انعكس فوزك بجائزة نوبل للسلام على اليمن؟ وما هي إسهاماتك في ظل لانقسام والتشظي وتدهور الأوضاع الإنسانية؟
أنا جزء من وطني وشعبي. كنت موجودة بينهم، وصنعت اسمي، الذي نال اعترافا دوليا بتكريمي بجائزة نوبل للسلام، معهم وبينهم، ومن خلال الكفاح والنضال من أجل الكرامة وتحرر المجتمع برجاله ونساءه من الاستبداد والقهر.
لم أكن سوى نموذجا لذلك الحراك الشعبي والمجتمعي الهائل الذي فجرته ثورة 11 فبراير الشعبية السلمية. وعندما أعلن فوزي بجائزة نوبل رأت كل امرأة يمنية في ذلك تكريما رمزيا لها، ورأى من شاركوا في الثورة الشعبية ذلك التكريم العالمي اعترافا بإرادتهم الحرة وتكريما لهم، وكان ذلك تكريما لليمن وجائزة لها كما كان اعتراف بسلمية الربيع العربي وتقديرا لها.
كانت الأمور تسير نحو انتخابات وانتقال سياسي حقيقي، لكن لم تمهلنا الثورة المضادة، ونحن اليوم نكافح من أجل إسقاطها. واجهنا نظام صالح العتيد، والميليشيا الحوثية التي بعثها من مرقدها. واجهنا حربا ضروسا من قبل السعودية وإيران، وكلاهما أعلن الحرب ضد ثورات الربيع العربي، من محورين مختلفين ولكنهما متفقين في تصنيف الثورات الشعبية خطرا يهدد الكهنوتية الدينية الحاكمة في البلدين باسم الشيعة والسنة. لقد رأت السعودية في ثورة اليمن تهديدا لركودها المديد، وألقت بثقلها وأموالها وتحالفاتها الدولية ضدنا وضد بلدنا وثورتنا.
أنا اليوم أحمل معي صوت بلدي وشعبي في كل الفعاليات والمؤتمرات الدولية التي أشارك فيها، وفي كل لقاءاتي ومحاضراتي في الجامعات، وحواراتي مع ممثلي الحكومات، ومشاركاتي مع منظمات وشبكات المجتمع المدني العالمي.
إلى جانب ذلك لديّ مؤسسات عديدة أسستها وأديرها، بمشاركة رفاق ورفيقات نتشارك معا في الهم الوطني والحقوقي والإنساني، وأمارس فعاليتي من خلالها، ومنها مؤسسة توكل كرمان الدولية، ومنظمة صحفيات بلا قيود، وقناة بلقيس. نشاطاتنا وفعالياتنا تشمل الحقوق والحريات، والعمل الإعلامي والصحفي، والأعمال الإنسانية والخيرية لقطاعات وفئات مجتمعية تضررت من الحرب وتحتاج المساندة، الى جانب النشاط السياسي والكفاح الوطني في تبني قضايا شعبنا ووطننا والنضال من أجلها وفي سبيلها.
هناك انتقادات يمنية بأن توكل كرمان لم تقم بشيء يحقق السلام في اليمن، وأنك صارمة وحادة في مواقفك ولا تسعين للتسوية والمصالحة، كيف تردين على ذلك؟
الثورة السلمية حققت السلام في اليمن، ونعم اليمنيون بالحرية والسلام معا خلال السنوات الأربع التي أعقبت الثورة قبل أن تتعرض اليمن لمؤامرة إقليمية كبيرة طرفاها إيران والسعودية مسنودتان بقوى دولية. السلام في اليمن إذاً مسؤولية المجتمع الدولي والرعاة الدوليين الكبار للعملية الانتقالية في اليمن، وليس من المنطقي القول إنه مسؤولية توكل كرمان وحدها. أنا أدعو شعبي للحوار والسلام والعودة للتوافق السياسي وأضغط عبر كل أدواتي من أجل ذلك ودوري أيضا أن أُبين ذلك للمجتمع الدولي وأحمله المسؤولية.
أنا صارمة وحادة في مواقفي المنحازة للعدالة والحرية والكرامة وحقوق الإنسان والحريات العامة. أنا صارمة وحادة في مواقفي من أجل السلام وإنهاء الحرب، وأرى ان ذلك يتحقق برفع الوصاية السعودية الإماراتية على اليمن، ووقف الآلة التدميرية للرياض وأبوظبي التي تقصف اليمن وتدمره. مواقفي حازمة وحادة ضد الانقلاب الطائفي الحوثي المدعوم من إيران والسعودية والإمارات، وهو الانقلاب الذي فتح باب الحرب وباب العدوان السعودي على اليمن. مواقفي حازمة وحادة ضد احتلال جزيرة سقطرى وجزيرة ميون من قبل الإمارات. مواقفي حازمة وحادة ضد اعتقال السعودية للقرار اليمني واستخدامها لمسؤولي الشرعية لإضفاء المشروعية على وصايتها ومساعيها لتقسيم اليمن. مواقفي حازمة وحادة ضد انتهاكات حقوق الانسان في مصر من قبل نظام السيسي. مواقفي حازمة وحادة ضد تصفية المعارضين بالقتل وتقطيع أجسادهم بالمناشير كما حدث مع الصحفي السعودي الحر جمال خاشقجي الذي قطع جسده في قنصلية بلادة بإسطنبول بأوامر من قادة المملكة السعودية.
ما الذي تغير وما الذي بقي من توكل كرمان التي خرجت في مظاهرات 2011 وعُدت رمزَ اليمن الثائر، وحملت لقب المرأة الأكثر تمردا في الربيع العربي؟
تغيرت التحديات، ولكن توكل كرمان هي توكل كرمان؛ مع شعبها، ومع العدالة والمساواة والديمقراطية والحقوق والحريات والدولة الحديثة. هذه أهداف اليمنيين في نضالاتهم الوطنية خلال القرن الماضي.
لا زلت على قناعة بأن بلدنا اليمن، ووطننا العربي، يحتاجان إلى الخروج من أسر الاستبداد والانظمة الطائفية والتطرف الديني والإرهاب. وهذا لن يحدث بدون الديمقراطية ودولة القانون. الاستبداد والديكتاتورية والأنظمة الملكية الفاسدة أنتجت الارهاب والفقر وانهيار الدولة والمجتمع. لقد سقطوا في 2011 ولا مستقبل لهم. حروب الثورة المضادة تنتقم من شعوبنا لكن الديكتاتوريات والملكيات الفاسدة ليست المستقبل الذي تتمناه شعوبنا. لقد جربناها وسقطت، والمستقبل لنا وليس لهم.
توكل كرمان كشأن ثوار وطلائع الربيع العربي حلم بالحرية وكفاح من أجلها هذا الحلم باقي والكفاح من أجله باقي طالما هناك دكتاتوريات تستعبد شعوبنا وحكومات فاشلة وفاسدة تنهب خيراتها وتستحوذ عليها وتلقي بشعوبها إلى قاع الفقر والحرمان. نحن باقون ومستمرون في الكفاح الكبير وأحلام الشعوب لا تموت والثوار لا ينسون الثورة ولا يتوبون عنها وفي نهاية المطاف ستنعم شعوبنا بالحرية والرفاه معاً.
ما الدور الذي تعتقدين أنه بإمكانك تأديته لمستقبل أكثر استقرارا في اليمن؟ وهل ترين للمرأة اليمينة دورا محوريا في المراحل الانتقالية وأخيراً في طور التحول الديمقراطي؟
إذا كنتِ تقصدين السلطة، فقد عرض عليّ المشاركة فيها ورفضتها بعد ثورة 2011. أرى نفسي بين الناس. في العمل من أجل حقوق الإنسان والحريات العامة، والنضال من أجل حقوق المرأة والمساواة بين الرجال والنساء، ونشر السلام في بلادنا وفِي العالم. لدي فعالياتي، ولديّ مؤسساتي، كما سبق وذكرت لك.
أنا جزء من الحركة النسوية المكافحة من أجل قضايا المرأة في بلادنا وعلى المستوى العربي والعالمي، مثلما أنا جزء من الحركة الكفاحية لشعبنا من أجل الكرامة والعدالة والمساواة ودولة القانون والديمقراطية. وسأعمل من أجل أن يكون للمرأة حضور فعال وتمثيل عادل في مرحلة ما بعد الحرب، وسأكون مع كل توجه يعزز مكانة المرأة ودورها في بلدي اليمن، وفي بلداننا العربية، وفِي العالم.
ما هو أهم درس تعلمتِه خلال السنوات العشر الماضية؟
أقسى درس تعلمته هو أن الأنظمة الغربية لا تعنيها قضايا حقوق الإنسان في منطقتنا العربية، بل إنهم يفضلون الحكام المستبدين على أي حكومة ديمقراطية، وهم بذلك يتصرفون بطريقة تتنكر لكل المبادئ التي أعلنت عنها الحضارة الغربية وتبنتها ودعت إليها وقامت عليها، أتحدث عن الأنظمة لا عن الشعوب. مؤخرا أعلن الرئيس الفرنسي ماكرون أثناء زيارة السيسي لباريس أن فرنسا ستدعم السيسي بالسلاح دون أي اعتبار لملف حقوق الانسان في مصر ودون أي شروط لصالح الحقوق والحريات. ماكرون ليس استثناء بين الأنظمة الغربية في هذا الأمر، فهو كان يتحدث باسمهم دون تفويض. لم أكن أتوقع أن هناك انفصام بين المبادئ الغربية وسلوكها على هذا النحو المشين. كان الدرس قاسيا للغاية لم تحدث الثورات المضادة في منطقتنا بعيدا عن مباركة الأنظمة الغربية ودون ضوء أخضر منها. ومع ذلك لاأزال أراهنُ على المجتمع المدني الغربي وأنصار الحقوق والحريات وعلى المثقفين والإعلام في مناصرتنا وهم كثر.
ما هي التغييرات التي تتوقعين أن يشهدها اليمن والمنطقة خلال السنوات العشر المقبلة؟
شعوبنا ستستمر في كفاحها في سبيل الحرية حتى تعبر إلى ضفاف الشعوب الحرة، وحتى تنعم بالحرية والديمقراطية والرفاه. سيكون هناك جولات أخرى من الربيع لن تستثنى أحداً حتى تحقق شعوبنا هذا الحلم. هذا ما أتوقعه، لا أستطيع أن أحدد مدى زمني لحصول ذلك، لكن الكفاح مستمر ويكبر وينتشر حتى يطال كل أنظمة المنطقة المستبدة والفاشلة والفاسدة.
رفيعة الطالعي، المحررة المشاركة المسؤولة في صدى العربية ببرنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي. لمتابعتها على تويتر raltalei@