المصدر: Getty
مقال

طموحٌ مبنيٌّ على الرمال؟

سعت مصر منذ فترة طويلة إلى توسيع المناطق السكنية والزراعية إلى الصحراء، لكن العراقيل التي تقف في وجهها كثيرة.

نشرت في ١٧ أغسطس ٢٠٢٠

يُعتبر النمو السكاني وندرة الأراضي الصالحة للزراعة من أصعب التحديات الاستراتيجبة التي تواجهها مصر. إذ يسكن وادي النيل تقريباً كل سكان مصر البالغ عددهم 100 مليون نسمة، ويتركز الإنتاج الزراعي على طول نهر النيل والدلتا. ومن بين التداعيات العديدة نذكر الاكتظاظ السكاني الشديد، والنقص الهائل في المساكن، وفقدان التربة الصالحة للزراعة لصالح التحضّر المتواصل، وحركة السير الكثيفة، وتفاقم تلوّث الهواء. ونظراً إلى أنه لم يتمّ حتى الآن استغلال أكثر من 95 في المئة من أراضي البلاد، من غير المفاجئ أن يسعى القادة المصريون طيلة عقود لتوسيع المناطق الحضرية والزراعية إلى داخل الصحراء.

التمدد الأفقي مكلف للغاية، لكن كل الرؤساء المصريين الذين وصلوا إلى سدة الحكم منذ العام 1954 مضوا قدماً في ذلك، وفق ما بيّنه تقرير حديث كتبه يزيد صايغ من مؤسسة كارنيغي حول الاقتصاد العسكري المصري. إذا نجح هذا المجهود، قد يصب في صالح الاقتصاد والتنمية البشرية في مصر. فمن شأن المدن والأراضي الزراعية الجديدة أن تقلّص اعتماد البلاد على استيراد الكثير من المواد الغذائية، وتجعلها أقرب إلى تلبية تطلعات مختلف القطاعات الاجتماعية لتحقيق الترقي قدماً. لكن، السؤال الذي يطرحه الفيديو هو الآتي: هل هذا حلم قابل للتحقق وجدير باستثمار الأموال القليلة الموجودة، أم هو مجرّد سراب مكلف؟

لا تتّخذ مؤسسة كارنيغي مواقف مؤسّسية بشأن قضايا السياسة العامة؛ تعبّر وجهات النظر المذكورة في هذه الدراسة عن آراء كاتبها ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر المؤسسة، أو فريق عملها، أو مجلس الأمناء فيها.