REQUIRED IMAGE

REQUIRED IMAGE

دراسة

الأحزاب العلمانية في العالم العربي: الصراع على جبهتين

إن ضعف الأحزاب العلمانية يقود إلى خلط غريب في الخطوط الفاصلة بين الحكومات والمعارضة، خاصة في ظل تطلّع الكثير من الأحزاب العلمانية إلى الحكومات لتقدم لها الحماية ضد المدِّ الإسلامي، في ذات الوقت الذي تحاول فيه هذه الأحزاب الحد من هيمنة هذه الحكومات

نشرت من قبل
Carnegie Endowment
 on ٢٤ مايو ٢٠٠٧

بدون أحزاب علمانية قوية، سوف تكون المنافسة السياسية في العالم العربي محصورة في مواجهة مباشرة خطيرة بين الأحزاب الإسلامية والحكومات القائمة. بل إن الأحزاب العلمانية – عبارة عريضة تشير إلى منظمات لا تتبنى البرامج السياسية المستوحاة من المثل العليا الدينية – تواجه بوضوح أزمة في العالم العربي إذ أنها تكافح من أجل النفوذ وارتباطها بالواقع، وفي بعض الحالات، للبقاء على قيد الحياة.

 في ورقة جديدة لكارنيغي، الأحزاب العلمانية في العالم العربي: الصراع على جبهتين، تستكشف مارينا أوتاوي وعمرو حمزاوي المستقبل غير المأمون للأحزاب العلمانية عبر العالم العربي عبر دراسة الدور التي تلعبه هذه الأحزاب في كل من المغرب ومصر واليمن والكويت. يقول الباحثان إن الأحزاب العلمانية بحاجة لإصلاح رؤيتها ورسالتها وتنظيمها لكي تتمكن من التأثير على النظام السياسي بطريقة ذات معنى.

 لا يجد الناخبون سبباً كافياً لتأييد الأحزاب العلمانية التي لا تقدم رعاية الأحزاب الحكومية ولا الرؤية والخدمات الاجتماعية التي تقدمها الأحزاب الإسلامية. نتيجة لذلك، أصبحت هذه الأحزاب لاعبين من الدرجة الثانية لا تستطيع المنافسة بنجاح لكسب تأييد الناخبين. من جهتهم، يشعر قادة هذه الأحزاب أنهم ضحايا الحكومات السلطوية التي تتيح مساحة شرعية ضيقة للنشاط السياسي الحر، ويعتقدون أنهم لا يستطيعون منافسة التجنيد القاعدي الذي تقوم به الحركات الإسلامية.

 يقول المؤلفان أن بإمكان الأحزاب العلمانية إعادة تنشيط نفسها واستمالة الناخبين المتحرّرين من الأوهام عن طريق تمييز أنفسهم عن الحركات الإسلامية وعن الحكومات. المشاركة السياسية المتدنية في البلدان العربية تدل على وجود قواعد شعبية يمكن للأحزاب العلمانية استمالتها، وعلى أن قدرة الحكومات القائمة على تقديم الرعاية قد تراجعت.

 لقد ظهرت أزمة الأحزاب العلمانية كعقبة كبيرة بوجه الإصلاحات الديمقراطية في العالم العربي. "إن ضعف الأحزاب العلمانية يقود إلى خلط غريب في الخطوط الفاصلة بين الحكومات والمعارضة، خاصة في ظل تطلّع الكثير من الأحزاب العلمانية إلى الحكومات لتقدم لها الحماية ضد المدِّ الإسلامي، في ذات الوقت الذي تحاول فيه هذه الأحزاب الحد من هيمنة هذه الحكومات".

لا تتّخذ مؤسسة كارنيغي مواقف مؤسّسية بشأن قضايا السياسة العامة؛ تعبّر وجهات النظر المذكورة في هذه الدراسة عن آراء كاتبها ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر المؤسسة، أو فريق عملها، أو مجلس الأمناء فيها.