أصبح الإسلاميون قوة سياسية هامة في موريتانيا، منذ أن ظهرت الجمعيات الإسلامية الرسمية للمرة الأولى في السبعينيات. و قد ساهم النشاط الإسلامي في الأسلمة المستمرة للمجتمع الموريتاني، كما هو واضح من إنتشار المساجد و الجمعيات الإسلامية في العاصمة نواكشوط، و أماكن أخرى. في التسعينات، سمحت إزالة القيود السياسية للإسلاميين بالمشاركة في الإنتخابات كمستقلين، و منذ ترخيصه في العام 2007, أصبح حزب التجمع الوطني للإصلاح و التنمية <<تواصل>>، وهو أقوى حزب إسلامي في موريتانيا اليوم، صوت أقلية هامة في الحياة السياسية في البلاد، و أقام علاقات مع الإسلاميين في أماكن أخرى في العالم العربي. و يحمل هؤلاء الإسلاميون المعتدلون الذين يشاركون في الإنتخابات معتقدات و أهدافاً مختلفة عن معتقدات و أهداف الجناح الجهادي في موريتانيا.
عموماً، لا يشكل الإسلام السياسي الموريتاني حالياً تهديداً للولايات المتحدة. إذ يبدو التيار الرئيس في الحركة ملتزماً بالديمقراطية، و مع ذلك، من غير المحتمل أن يستولى على السلطة، حيث لم تحصل الأحزاب الإسلامية مثل <<تواصل>> على نسبة كبيرة من الأصوات في الإنتخابات، و قد رفض القادة الإسلاميون المعتدلون بشكل صريح إستخدام العنف للسيطرة على الدولة. و في الواقع، قد تجد الولايات المتحدة ميزة في صعود الإسلامين: فالتيار الرئيس للزعماء الإسلاميين يدين علناً الجماعة الإرهابية الإسلامية <<القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي>> التي لا تزال الحكومة الموريتانية تحاربها منذ العام 2005.