تسجيل الحضور
ستصلك رسالة إلى بريدك الإلكتروني لتأكيد تسجيل حضورك.
لقد هزّت أشهر الربيع العربي الحافلة بالأحداث الركائز السياسية للدول في أرجاء المنطقة، وعكست الحاجة إلى التغيير حتى في منطقة الخليج التي تبدو محصّنةً في الظاهر. فمجلس التعاون الخليجي بلغ حدّ إرسال مهمة عسكرية إلى البحرين لصون شرعية مشيخة الخليج.
في جلسة نقاشية أدارها بول سالم، من مؤسسة كارنيغي، استعرض عبد الخالق عبد الله، الأستاذ في جامعة الإمارات العربية المتحدة، الدروسَ التي استقتها دول مجلس التعاون الخليجي، وتطرّق إلى آثار الربيع العربي على منطقة الخليج.
ما بعد الربيع العربي
نظرة جديدة: رأى عبد الله أن أحداث العام 2011 نجحت في إطاحة العقليات القديمة، وأطلقت حقبة جديدة تتّسم بديناميكيات سياسية جديدة.
التعددية: إذا كانت الحقبة التي سبقت العام 2011 قد اتّسمت بالمخاوف الشعبية والشعور بالعجز، فالمواطن العربي الجديد هو أكثر تفاؤلاً وقوةً. وهذا التمكين الذي اكتسبه المواطن سيساهم في زيادة التعددية السياسية.
الخليج: أشار عبد الله إلى أن دول الخليج تعاملت بقسوة مع موجة الاحتجاجات الشعبية التي علت في صفوف مواطنيها، وذلك بعد محاولة تحدّي الحكم الملكي في البحرين. واعتبر أن دول مجلس التعاون الخليجي تتأثّر بالتغييرات في الربيع العربي وتؤثّر عليها في آن.
الربيع العربي يكشف نقاط القوة والضعف في المجتمع الخليجي
جاء تأثير الربيع العربي مختلفاً على دول الخليج. شرح عبد الله أن البحرين وعمان عرفتا تأثيراً سلبياً، بينما تجنّبت قطر والإمارات العربية المتحدة الوقوع في مشاكل خطيرة، مشيراً إلى أن السعودية ظلّت في موقع ما في الوسط، وعانت نكسات وتحسّنات.
البحرين: وفقاً لعبد الله، كانت حكومة البحرين قد بدأت التفكير في خيار الملكية الدستورية، إلا أن المحتجّين المطالبين بتغيير النظام سرّعوا في التدخّل العسكري السعودي.
السعودية: رأى عبد الله أن السعودية حقّقت انتصاراً سياسياً ثلاثي الجوانب في البحرين من خلال الحؤول دون تفشّي الربيع العربي في مركز الخليج الحيوي، واحتواء النفوذ الإيراني، وإيقاف دعوة واشنطن إلى إرساء ملكية دستورية في البحرين.
قطر: أشار عبد الله إلى أن قطر هي عملاق إعلامي ودبلوماسي أدّى دوراً هاماً في الربيع العربي من خلال قناة الجزيرة الإخبارية العربية، ومن خلال دبلوماسية أمير قطر.
الإمارات العربية المتحدة: وفّر الربيع العربي حافزاً اقتصادياً للإمارات العربية المتحدة ولدبي بالتحديد. فوفقاً لعبد الله، تضطلع دبي اليوم بدور هام باعتبارها مركزاً للأعمال يستقطب رجال الأعمال السوريين والمصريين الفارّين من عدم اليقين في بلادهم.
نقاط القوة والضعف في بنية أمن الخليج
الفائدة العامة: أكّد عبد الله أن مجلس التعاون الخليجي كهيئة استفاد من الربيع العربي. فدول مجلس التعاون الخليجي، بإرسالها قوات مسلحة إلى البحرين، بعثت برسالة إلى العالم مفادها أنه متى سعى الخليج إلى صون أمنه، استطاع أن ينسّق وسينسّق بشكل مستقلّ عن واشنطن. والدبلوماسية الخليجية كانت أيضاً ناشطةً للغاية في بلدان مثل اليمن.
التهديد الداخلي: استنتجت دول الخليج أن التهديد الأكبر بالنسبة إلى الدول العربية هو التهديد الداخلي. فقد ثبت أن المفهوم القائل بأن الأمن الخارجي ضَمَنَ الأمن الداخلي هو مفهوم خاطئ.
إيران: حذّر عبد الله من أنه لا يجوز التقليل من قدرة إيران سياسياً على اغتنام فرصة دخول منطقة الخليج. فخسارة إيرانية تعني كسباً خليجياً والعكس صحيح.
الإسلاميون: أضاف عبد الله أن نمو المجموعات الإسلامية في مصر أو سوريا أو أي مكان آخر يمكن بكل تأكيد أن يؤثّر على السياسة في الخليج.
العالم العربي في مزاج ثوري حالياً، وفقاً لعبد الله. ففي الخليج، يُظهِر الشعب ميلاً إصلاحياً، ولم يطالب بتغيير النظام. وملكيات الخليج تعي الآن أنها لا تستطيع تأجيل الإصلاحات. لذلك، يجب النظر في مسألة الملكية الدستورية، والديمقراطية، والمساءلة، والإصلاحات الأخرى. وقد خلص عبد الله إلى القول إن الحقبة الحالية هي حقبة حيث الشعوب تطالب بحريتها وحقّها في المشاركة في الحكم، ودول الخليج ليست باستثناء على هذا التوجّه.