نشاط

الحرب والاضطرابات: تحديات إعادة بناء ليبيا

٢٩ سبتمبر ٢٠١١
بيروت

IMGXYZ3378IMGZYXوَلَّدَ انهيار نظام معمر القذافي فرصة استثنائية لانفاذ التغييرات العميقة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، المطلوبة لتطوير ليبيا. لكن، وعلى عكس تونس ومصر، فإن الهياكل السياسية ومؤسسات الدولة في ليبيا الجديدة يجب أن تُبنى كلياً من نقطة الصفر.

هذا المعطى كان محور مؤتمر عقد مؤخراً في بيروت، تم خلاله استضافة مروحة من الخبراء متعددي الاختصاصات لمناقشة القضايا الكبرى التي تُواجه ليبيا. وفي خضم الحوارات التي أدارها الحسن عاشي (مؤسسة كارنيغي)، ناقش كلٌ من سوسن بن رمضان، من بنك التنمية الإفريقي، وإيمانويل سانتي، من دارتموث كوليدج، وديدريك فاندفال وطارق يوسف، وهما مديران تنفيذيان في سيلاتك، مستقبل ليبيا وما إذا كانت القيادة الجديدة فيها ستكون قادرة على إعادة بناء بلد حديث، ومستقر، وذي ديمومة.

"اللعنات" التي ابتلت بها ليبيا

  • لعنة التاريخ: أوضح يوسف  طبيعة الركود الذي دام 40 سنة في ظل حكم القذافي.
     
  • لعنة النفط: تتميّز إدارة النفط في ليبيا باستنادها إلى النظام الريعي والفساد.
     
  • لعنة القذافي: وصف يوسف الفظائع التي ارتكبها القذافي ضد شعبه بأنها لعنة يجب أن تتغلَّب ليبيا عليها.
     
  • لعنة الصراع: أضاف يوسف أن الصراع طويل الأمد لتحرير البلاد من النظام، كانت له مضاعفات سلبية كبيرة على الاقتصاد الليبي. 

وقد شدَّد يوسف على أن حرب التحرير، وعلى رغم أنها كانت مؤلمة، إلا أنها لم تكن عملية مدفوعة من الخارج. ففي حين أنه لاجدال بأن التدخل الدولي كان هاماً، إلا أنه من الواضح، كما قال، أن تحرير ليبيا يرتبط بشكل عميق لايمكن إنكاره بالربيع العربي.

القضايا الرئيس داخل المجتمع الليبي

التوترات في المجتمع: حدد يوسف عدداً من القضايا التي تثير انقسامات داخل المجتمع الليبي، والتي كانت غير بارزة في الماضي بسبب الهيمنة المطلقة لنظام القذافي. وهي تشمل توترات بين:

-- السكان الريفيين والمدنيين.

-- سكان المدن والبدو.

-- طرابلس وبنغازي.

-- السكان والطوارق.

-- الموالون للقذافي والثوار.

-- الإسلاميون والليبراليون. 

  • عملية مديدة: يستنتج يوسف أن عملية الانتقال ستكون مديدة. والبلاد ستكون في حاجة إلى قيادة كاريزمية تتمتع برؤى، وكذلك إلى مشاركة التكنوقراط والمثقفين الليبيين في العملية، إذا ما كان للبلاد أن تأمل بأن تسير على الطريق الصحيح.
     
  • الانتخابات: في حين أن الدعوة إلى الانتخابات في الدول التي تأثرت بالربيع العربي قد جذبت اهتماماً عالميا، إلا أن يوسف جادل بأن الثورات في هذه البلدان لاتتمحور حول الانتخابات. إذ هي اندلعت بسبب اهتمام كاسح بعملية الانتقال السياسي والاقتصادي إلى حكم القانون، والشفافية، والمساءلة. وهو ينصح الحكومة الليبية المؤقتة بالتركيز بشكل وثيق على بناء فضاء وطني مشترك بين المواطنين قبل الانغماس في حمأة الانتخابات.

بناء الدولة في مقابل بناء الأمة

جادل فاندافيل بأن ليبيا تواجه أولويتين رئيستين:

  • بناء الدولة: وهذه تتضمن عملية ضرورية قصيرة إلى متوسطة المدى لتطوير مؤسسات دولة فاعلة وفعّالة يمكنها حكم البلاد على نحو سليم. علاوة على ذلك، يجب أن تطوَّر ليبيا إطار حوكمة متّسقاً وقابلاً للحياة يربط بين هذه المؤسسات. ويصف فاندافيل هذا بأنه "قواعد لعبة الدولة الليبية".
     
  • بناء الأمة: كما يجب أن تنخرط ليبيا في عملية بعيدة المدى لبناء الثقة، والشرعية، والإجماع الذي يولي الأهمية لمؤسسات الدولة، ويخلق فضاء من الوحدة الوطنية التي يمكن أن تزدهر البلاد في إطارها.

تأثيرات الثورة الليبية على تونس

تطرق سانتي وبن رمضان إلى الكيفية التي يخلق فيها الصراع في ليبيا فرصاً وتحديات للبلدان المجاورة:

  • التأثيرات على تونس: توضح مداخلتهما كيف كانت للأزمة الليبية حتى الآن تأثيرات سلبية على التجارة، والسياحة، والخدمات، والحوالات الاجنبية، والاستثمارات الأجنبية المباشرة، في تونس.
     
  • بعد طرابلس: بيد أن سانتي وبن رمضان يضيفان أنه كان هناك بعض الزخم الإيجالي منذ تحرير طرابلس.
     
  • الاندماج الإقليمي: يضيف الباحثان أن الربيع العربي يمكن أن يوفِّر فرصة لبلدان المغرب العربي كي تنخرط في تعاون إقليمي واقتصادي.
لا تتّخذ مؤسسة كارنيغي مواقف مؤسّسية بشأن قضايا السياسة العامة؛ تعبّر وجهات النظر المذكورة في هذه الدراسة عن آراء كاتبها ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر المؤسسة، أو فريق عملها، أو مجلس الأمناء فيها.
event speakers

الحسن عاشي

باحث رئيسي غير مقيم في مركز كارنيغي للشرق الأوسط

الحسن عاشي خبير اقتصادي في التنمية والاقتصاديات المؤسسية، والتجارة والعمل، تتركّز أبحاثه على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

Saoussen Ben Romdhane

Emanuele Santi

Diederik Vandewalle

Tarik Yousef