REQUIRED IMAGE

REQUIRED IMAGE

تعليق 16 نونبر 2006

«كارنيجي»: «الإخوان المسلمين» عدو مشترك لأمريكا وإسرائيل والنظام

أكدت مؤسسة «كارنيجي الأمريكية للسلام الدولي، أن جماعة الإخوان المسلمين بمصر هي العدو المشترك لكل من أمريكا وإسرائيل والنظام المصري الحاكم. وقالت في تقريرها الذي نشرته أمس حول الحركات الإسلامية في العالم العربي ـ

 Mohamed abd-al- Khalek Mosahel
نشرت في ١٦ نوفمبر ٢٠٠٦

أكدت مؤسسة «كارنيجي الأمريكية للسلام الدولي، أن جماعة الإخوان المسلمين بمصر هي العدو المشترك لكل من أمريكا وإسرائيل والنظام المصري الحاكم. وقالت في تقريرها الذي نشرته أمس حول الحركات الإسلامية في العالم العربي ـ الذي أعده كل من عمرو حمزاوي ودينا بشارة: إن الإخوان المسلمين تبنوا خطاباً داعياً إلي عزلة إسرائيل تشوبه الآراء المعادية للسامية إلي جانب انتقاداتها اللاذعة للحكومة المصرية.

وأشار التقرير إلي أن الإخوان المسلمين تخلوا عن مصطلح «الكيان الصهيوني» عند الإشارة للدولة الإسرائيلية واستبدلوه بلفظ العصابات الصهيونية، وذلك بهدف إزالة الشرعية الأخلاقية لوجود إسرائيل جملة وتفصيلاً.

وقال التقرير: إن الجماعة اعتبرت إسرائيل لا شيء أكثر من كونها أداة عسكرية وحشية، مؤكداً أنها أكملت تصعيدها الخطابي من خلال التأكيد علي البعد الديني في الصراع العربي الإسرائيلي إلي أقصي مدي.

ونبه إلي أن الجماعة أطلقت سيلاً من نظريات المؤامرة المألوفة التي تحمل اليهود المسؤولية عن جميع الإخفاقات التي تواجهها المجتمعات العربية، بدءاً من سقوط الخلافة ووصولاً إلي التخلف العربي المستمر، والذي أكدت أنه بسبب الأنظمة العربية الخائنة التي تضمن بقاءها من خلال حلفائها اليهود والأمريكان.

وتابع التقرير أن الجماعة استفادت من المشاعر المعادية لإسرائيل بين قطاعات عريضة من الشعب المصري والدعم الذي حشدته لنفسها في مصر، مشيراً إلي أن التكاليف السياسية لهذا التوجه ليست تافهة، موضحاً أن دعوة الإخوان المسلمين لفتح باب الجهاد واتهاماتها للحكومة المصرية بالخيانة، أمور من شأنها أن تتسبب في محاذير قانونية بشأن منطق المسؤولية السياسية لأقوي جماعة معارضة في مصر. وقال التقرير: إن سلوك الجماعة وخطابها أثبتا أنها تفتقر إلي واحدة من أهم السمات الأساسية للحركات الشعبية التي ترمي إلي الإصلاح السياسي والالتزام بالعمل ديمقراطياً لمكافحة أيديولوجيات الكراهية والتطرف، بدلاً من استخدامهما لتحقيق ميزة سياسية.

وتحول التقرير إلي تحليل موقف الإخوان من الولايات المتحدة التي وصفها بأنها أهم لاعب أجنبي في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلي أن هذا الموقف تذبذب علي نحو هائل في السنوات القليلة الماضية، وذلك من خلال رأيها التقليدي حول الولايات المتحدة القائم علي ترسيخ العلاقات الطيبة مع الشعب الأمريكي واحترام قيمة الديمقراطية. واستدرك التقرير أن الإخوان مع ذلك اتهموا الإدارات الأمريكية المتعاقبة منذ الحرب العالمية الثانية وحتي الآن، بانتهاج سياسات عدائية تجاه العالم العربي والتي تشمل الهيمنة والعدوان والتركيع والانحياز لإسرائيل والحقد علي الإسلام، وأضاف أن الإخوان صاروا أكثر تشككاً في الدور الأمريكي في المنطقة في أعقاب الحرب الباردة وبروز الولايات المتحدة كقوة عظمي عالمية وحيدة، لافتاً إلي أن الجماعة اعتبرت التدخل العسكري في الخليج عام ١٩٩١ والضغوط علي العرب لقبول سلام غير عادل مع إسرائيل والتحالف الأمريكي مع الحكام العرب المستبدين، دليلاً واضحاً علي عداوة الولايات المتحدة للمجتمع الإسلامي ومحاولتها فرض السيطرة علي موارد المنطقة بأي وسيلة. وأشار إلي أن الإخوان يرون موقف إدارة بوش من حماس إعلاناً للحرب علي الإسلاميين في كل مكان، مما يجعل أي حوار بين الإسلاميين والولايات المتحدة ضرباً من المستحيل.

وحول موقف الجماعة من النزاعات الطائفية في المنطقة، قال التقرير: إن الإخوان المسلمين أظهروا رد فعل قوياً إزاء التوترات المتنامية في العالم العربي بين السنة والشيعة والتي وقعت نتيجة للعنف الطائفي في العراق، مشيراً إلي أنهم دعوا المسلمين إلي نبذ الطائفية ورفض جرجرتهم إلي محاولات تقسيم المجتمع من خلال صراع طائفي متأجج بين السنة والشيعة. وأكد التقرير أن الجماعة جعلت من نفسها عنصراً فاعلاً يحظي بالثقة من أجل خير الأمة ومدافعاً حقيقياً عن مصالحها ضد الهيمنة الإسرائيلية الأمريكية، وذلك من خلال رفضها الدخول في متاهة الصراع الطائفي.

وفيما يتعلق بعلاقة الإخوان بالحكومة المصرية، أكد التقرير أن الجماعة انتهجت منذ عدة عقود نمطاً من المواجهة المحسوبة مع النظام الحاكم، مشيراً إلي أن النظام تحول علي نحو مستمر بين القمع الانتقائي للإخوان والإدانة القانوية للجماعة وتوقيع العقاب علي أعضائها والتسامح مع مشاركتها المحدودة في السياسة المصرية. وقال: علي الرغم من التوترات التي ميزت العلاقات بين النظام والجماعة، فإن كليهما لم يسع إلي مواجهة مفتوحة، فكلاهما يعلم أن الثمن سيكون غالياً، موضحاً أن النظام يفتقر إلي الدعم الشعبي، ومن ثم لا يريد مواجهة عنيفة لهذه الحركة الشعبية، فيما لا تستطيع الجماعة خوض مواجهة مستمرة أمام النظام الذي يتحكم في قوات الأمن الوحشية والمحاكم.

لا تتّخذ مؤسسة كارنيغي مواقف مؤسّسية بشأن قضايا السياسة العامة؛ تعبّر وجهات النظر المذكورة في هذه الدراسة عن آراء كاتبها ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر المؤسسة، أو فريق عملها، أو مجلس الأمناء فيها.