المقاربة الأميركية الحالية المتبعة تجاه الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني تقوض في الواقع فرص حل إقامة الدولتين. فبدلاً من التظاهر بأن هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق الآن، من الأفضل بكثير للإدارة الأميركية، خلال ما تبقى لها من شهور معدودة، ان تبادر إلى العمل على معالجة المعضلات الأساسية لتحسين السيناريوهات بالنسبة للإدارة القادمة، كما يدعو ناثان ج براون، الخبير في شؤون الشرق الأوسط، في تقرير جديد صدر اليوم.
سوف تواجه الإدارة الأميركية الجديدة سلسلة من الخيارات القاسية في ما يخص الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، وستبقى إمكانية حل إقامة الدولتين الخيار الأكثر جاذبية في ذلك الحين. غير أن إطار العمل الذي يستند إليه هذا الحل قد انهار. سوف يتطلب حل الدولتين ظهور قيادة فلسطينية موحدة وأكثر قابلية على الحياة، وإجراءات أمنية إسرائيلية اقل تدخلاً في الضفة الغربية.
لإبقاء إمكانية حل الدولتين قائمة بالنسبة للإدارة الأميركية القادمة، على إدارة الرئيس بوش:
- التوقّف عن وضع العقبات بوجه اتفاق مشاطرة السلطة بين حماس وفتح، وهو المسار الأفضل على المدى القصير لإعادة تشكيل القيادة الفلسطينية.
- السعي إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس بدعم جهود الوساطة المصرية.
- مبادرة الاتصال غير المباشر مع حماس عبر الرئيس عباس- إن فوائد الاتصال المباشر بحماس، إضافة إلى كلفته، مبالغ فيهما إلى حد كبير.
- بناء مؤسسات فلسطينية قادرة على اتخاذ قرارات ذات نفوذ وليس وضع كل الرهانات على قادة معينين.
- تأييد إصلاح حركة فتح- آخر أمل لإدخال روح جديدة إلى الحزب وإضفاء المصداقية عليه.
- دعم تجديد الحكم الديمقراطي في فلسطين عن طريق استعادة شروط القانون الأساسي الفلسطيني، أو الدستور المؤقت.
"ستكون قائمة الخيارات التي ستواجهها الإدارة الأميركية القادمة في كانون الثاني/يناير 2009، قصيرة وغير مرضية. فالخيار الأكثر جاذبية، أي إعادة إحياء حل إقامة الدولتين، في واقع الأمر سوف يتطلب جهوداً جبارة جداً، كما انه سيتطلب مزيداً من الصبر، والاهتمام المتبادل، والقدرة على تحمل المخاطر اكثر مما تظهره الولايات المتحدة في تعاملها مع هذا الصراع."